ولنا مع الهدهد عبرة
يقول تعالى : (( وتفقـد الطـير فقـال مالي لا أرى الهـدهـد أم كان من الغائبيـن * لأعذبنه عذابا شديداً أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان
مبين * فمكـث غيـر بعيـد فقال احطّـتُ بما لم تُـحط به وجئتك من سبأ بنبـأ يقين * إني وجدتُ امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم * وجدتها وقومهـا يسجدون للشمس من دون الله وزيـن لهم الشيطـان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتـدون * ألاّ يسـجـدوا لله الذي يُخرج الخبء من السماوات والأرض ويعلم ما تخـفون وما
تُعلـنون * الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم))
خرج الهدهد وهو طير من طيور الله يسبح بحمد ربه فى الهواء فرأى شئ
غريب مخالف لعقيدته رأى أقوام يعبدون الشمس بدلا من خالقهم ومولاه فتحركت الغيرة على العقيده فى قلب الطير وأبى أن يسجد أحد لغير الله لأنه علم أن الشرك شؤم ووبال، وهي حقيقة يجب أن يعرفها الجميع
كيف يسجدون لغير الله ؟ وكيف تخضع رؤوسهم وتنحني رقابهم أمام المخلوقين ؟؟
كان المفروض أن يرتفع الرأس ويشرئب العنق وتنتصب القامة أمام المخلوقات لأن المخلوقين سواسية أمام الله في العبودية ، وإن كانوا يتفاوتون في المقامات ... فالجبهة لا تذل إلا لله ، والظهر لا ينحني إلا
لواهب الحياة ، وهي كرامة أعطاها الله للإنسان الكريم
فالعبودية بالنسبة للإنسان مقام عالٍ ، لا يختارها إلا العارفون ، فرسول الله صلى الله عليه وسلم خـيّـره الله بين أن يكون ملكاً رسولاً أو عبداً رسولاً فاختار جناب العبودية على مقام الملك ؛ لأنه صلى الله
عليه وسلم عرف الحقيقة ، وكيف لا يعرفها وهو معلم الحكمة ؟!
جقيقة إن الهدهد كان مؤمناً ، بمعنى أنه لا يعرف إلا الله وحده (( وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا يفقهون تسبيحهم )) .
وحقيقة أن الهدهد هذا عالم ومدرك لخفايا بعض الأمور التي لا يعلمها إلا أهل العلم.. ما مر الهدهد على القوم المشركين مرور اللاهين ولا تأول موقفهم ولا قال : إنهم جاهلون لكنه انتفض وجاء لنبي الله عليه السلام بالخبر اليقين .. قد يقول قائل : إن الهدهد هذا أُعـدّ إعداداً خاصاً ، وإنه كان من جنود سليمان المكلفين بالحراسة ، وإنه في منزلة العقلاء العارفين ..
وقد يكون هذا الأمر حقاً ، لكن المهم في الأمر تلك الغضبة والانتفاضة من طير ، بينما نجد بعض الناس وهم أبناء الإسلام ، ومع هذا يمرون على مشاهد قريبة من هذا النوع فلا يغضبون ولا ينكرون ، بل قد يبررون موقف المخطئين الضالين عن طريق التوحيد
آه ثم آه لو مر هذا الهدهد هذا على بعض ديار المسلمين اليوم ورأى ذلك الإقبال وذلك الاندفاع إلى التساهل والتهاون فى عبادة الله .
آه ثم آه لو سمع تلك الصيحات والعبارات والإهتمام المبالغ فيه من بعض
المسلمين تتوجه لغير الله
آه ثم آه لو رأى المسلمون يسبحون فى ساحات الكذب والنفاق والتفكك والجهل
حقيقة مؤسفةٌ مُـرةٌ ، فمتــــــــى ينتبه لها المســـلمون .....ودعاة الإسلام ؟؟ متى نعود ونرتقى بعبادتنا الى الله ؟؟متى يكون منهجنا كتاب الله؟؟؟متى نضع القرأن فى صدورنا؟؟؟ متى نخلص ونتقن فى عملنا ؟؟ متى يحب المسلم اخيه المسلم فى الله؟؟ متى نؤثر بعضنا على بعض ؟؟ متى نتقى الله حق تقاته ؟؟؟متى نعود بسنة نبينا وشفيعنا محمد صلى الله عليه وسلم؟؟؟