السؤال:
فضيلة الشيخ
زميل يهدي لك هدية بمناسبة حفل الزفاف مع العلم أن مكسبه حرام أو فيه شبهة هل يجوز تقبل الهدية.
الجواب:
الحمد لله. إذا كان مكسبه كله حرام وليس له مصدر آخر حلال فلا يجوز لك قبول هديته أو الإنتفاع بماله بوجه من الوجوه لأنه لا يحل للمسلم أن يتمول المال الحرام وينتفع به. قال تعالى: (وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ). وأخرج مسلم وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا ، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى : (يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا). وقال تعالى : (يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم). ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء : يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك).
أما إذا كان مكسبه مختلطا بين الحرام والحلال أو كان فيه شبهة ظاهرة ولم تتيقن أن الهدية محرمة لعينها فيجوز لك قبولها وقد رخص أهل العلم بذلك. وإن تورعت عنها فهو أحسن لدينك وأبرأ لذمتك كما أوصى النبي بذلك في حديث النعمان بن بشير المخرج في الصحيحين. ولكن لا ينبغي للمسلم التكلف والتعمق والتحرج من غير سبب ظاهر.
فعلى هذا يجب عليك الامتناع إن كان ماله حراما خالصا ويجوز لك القبول إن كان فيه شبهة.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
خالد بن سعود البليهد