حاملات للقرآن الكريم لا قارئات حافظات وحسب ...
ما أشد اللوم وهو يقع على من تتقن تلاوة كلام ربها وتتجاوز عن أوامره تقيم الحرف ولاتقيم الحد فقد أعتنت ببيان حروفه ولكنها فرطت في العمل بأحكامه وأجرت كلام ربها على لسانها ولم تجر أوامره على مناحي حياتها فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم (سيكون في أمتي إختلاف وفرقة قوم يحسنون القيل ويسيؤن الفعل يقرؤن القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية ) وجاء في معنى "لايجاوز تراقيهم " أن قراءتهم لايرفعها الله ولايقبلها فكأنها لم تتجاوز حلوقهم وقيل المعنى أنهم لايعملون بالقرآن ولا يثابون على قراءته فلا يحصل لهم غير القراءة "وقال في عون المعبود المعنى لايتجاوز أثر قراءتهم عن مخارج الحروف والأصوات ولا يتعدى الى القلوب " فالغرض الأهم من القراءة إنما هو تصحيح مبانيها لظهور معانيها بما فيها كما قال تعالى (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا ءاياته وليتذكر أولو الألباب ) نعم إذا إجتلبت المباني على أسماع السامع والتالي في أعلى معارضها وأجلى جهات النطق بها كان تلقي القلوب وإقبال النفوس عليها زائدا في الحلاوة على ما لم يبلغ منها فحينئذ ينتج اكتساب أوامره وأجتناب زواجره والرغبة في وعده والرهبة من وعيده.
المرجع / الدليل إلى تعليم كتاب الله الجليل
تأليف / حسانة وسكينة بنات الشيخ ناصر الدين الألباني
____________
منقول للفائدة