ما هى شروط التوبة ؟ وما الفرق بين التوبة والاستغفار ؟
الجواب ..
قال العلماء : التوبة واجبة من كل ذنب ، فإن كانت المعصية بين العبد وبين الله تعالى لا تتعلق بحق آدمى ، فلها شروط ثلاثة :
أحدهما : أن يقلع عن المعصية .
والثانى : أن يندم على فعلها .
والثالث : أن يعزم أن لا يعود إليها أبداً .
فإن فقد أحد الشروط الثلاثة لم تصلح التوبة .
وإن كانت المعصية تتعلق بحق آدمى فشروطها أربعة ، هذه الثلاثة المذكورة . والرابع : أ، يبرأ من حق صاحبها ، فإن كانت مالاً أو نحوه رده إليه .
وإن كانت حد قذف أو غيره مكنه منه أو طلب عفوه ، وإن كانت غيبة استحله منها . ( رياض الصالحين – ص 14 – باب التوبة ) .
وذهب بعض أهل العلم إلى أنه لا يشترط الإعلام بما نال من عرضه وقذفه واغتيابه ، بل يكفى توبته بينه وبين الله تعالى ، وأن يذكر المغتاب والمقذوف فى مواضع غيبته وقذفه بضد ما ذكره به من الغيبة ، فيبدل غيبته بمدحه والثناء عليه ، وييدل قذفه بذكر عفته وإحصانه ، ويستغفر له بقدر ما اغتابه .
وهذا هو اختيار شيخ الإسلام ابن تيميه ، وابن القيم رضى الله عنهما ، وهو الذى نميل إليه ، لأن إعلام الشخص بما قيل فى حقه ليس فيه مصلحة ، بل يتضمن مفسدة عظيمة .
أما الفرق بين التوبة والاستغفار .
فالاستغفار إما أن يأتى مفرداً ، وأما أن يأتى مقروناً بالتوبة .
فالاستغفار المفرد كما فى قوله تعالى : " … اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا " . ( نوح / 10- 11 )
وهو كالتوبة سواء بسواء ، مع تضمنه طلب المغفرة من الله وهو محو الذنب وإزالة أثره .
أما حين يقترن الاستغفار بالتوبة كما فى قوله تعالى : " اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ " .( هود /3 ) .
" فاستغفروه ثم توبوا إليه " ( هود / 61 ) .
فيكون معنى الاستغفار طلب وقاية شر ما مضى والتوبة الرجوع وطلب وقاية شر ما يخافه فى المستقبل من سيئات أعماله .
والخلاصة أن الاستغفار المجرد هو التوبة مع طلب المغفرة بالدعاء .
والمقرون بالتوبة هو طلب المغفرة بالدعاء فقط . والله أعلم .
إعداد أعضاء لجنة الفتوى بالمركز العام
محمد صفوت نور الدين
صفوت الشوادفى
د. جمال المراكبى