ناديا زهرة نسمة هادئة
عدد الرسائل : 64 توقيع المنتدى : تاريخ التسجيل : 27/01/2008
| موضوع: مادة التفسير المستوى الاول 09.06.09 18:27 | |
| تلخيصات الاكاديمية الاسلامية | (الدرس الأول)
سورة الفاتحة ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين﴾ فيها مائة وثلاثة عشر حرفا، فإذا قرأت الفاتحة مرة أعطاك الله - تبارك وتعالى – ألفاً ومائة وثلاثين حسنة، ألف ومائة وثلاثين حسنة يتفضل الله عليك بها على قراءتك الفاتحة مرة واحدة.
لابد من قراءة القرآن، ومدارسته، ولابد من الاجتماع على ذلك؛ لأن المطلوب من القرآن الكريم هو العمل به: أن نحل حلاله، ونحرم حرامه، ونقف عند حدوده، المقصود من تنزيل القرآن الكريم أن يكون هذا القرآن دستوراً لنا، نطبقه في حياتنا كلها، ولا يمكن ذلك إلا بتفسير القرآن الكريم، وتحليل ألفاظه، ومعرفة أسباب نزوله، والناسخ والمنسوخ منه0
سورة الكهف سورة مكية جاءت لتصحح العقائد الفاسدة، والمفاهيم الخاطئة، واعتمدت في أسلوبها على القصص وضرب الأمثال، فذكر الله - سبحانه وتعالى – في سورة الكهف ثلاث قصص :
· قصة أصحاب الكهف .
· قصة موسى والخضر – عليهما السلام –
· قصة ذو القرنين .
وضرب الله - تبارك وتعالى – فيها المثل للغني المستكبر وكيف كانت نهاية كبره، وضرب فيها المثل للحياة الدنيا حتى لا يغتر الناس بها0
هذه السورة -سورة الكهف- سورة عظيمة الفضل، فقد جاء في فضلها عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال ( من حفظ عشر آيات من آخر سورة الكهف؛ عُصم من الدجال ) وفى رواية ( من قرأ عشر آيات من أول سورة الكهف؛ عُصم من الدجال ) .
كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يحث على قراءة سورة الكهف كل يوم جمعة، وصح عنه - صلى الله عليه وسلم – أنه قال: ( من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة؛ أضاء له من النور ما بينه وبين الجمعة الآخرى ) وفى رواية ( أضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق ) .
﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا * قَيِّمًا ﴾ قال بعض العلماء: هذا الوصف الثاني قيم مستفاد من الوصف الأول وهو نفي العوج، لما نفى عنه العوج أفاد أنه قيم، لكن الله - سبحانه وتعالى – صرح بالوصف الثاني، قيما ﴿ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا * قَيِّمًا ﴾
لماذا جمع بين الوصف بالقيم ومع نفي العوج ؟
قال العلماء: الشيء تراه فتظنه مستقيماً، فإذا دققت فيه النظر وقفت فيه على بعض العوج، قد ترى الشيء فتظنه مستقيماً، فإذا دققت فيه النظر اطلعت فيه على عوج؛ فأراد الله - سبحانه وتعالى – حين نفى العوج عن كتابه أن يقول: إنكم مهما دققتم النظر، وأعدتم النظر وكررتم النظر في هذا الكتاب، فستجدوه على هذه الاستقامة، ولن تجدوا فيه عوجاً أبداً؛ لأنه كلام الله رب العالمين، وليس كلام البشر المخلوقين0
وظيفة القرآن أنه نذير وبشير0
العمل لا يكون صالحاً حتى تتوفر فيه ثلاثة شروط :
· الشرط الأول : الإخلاص لله - سبحانه وتعالى – .
· الشرط الثاني: متابعة الرسول – صلى الله عليه وسلم – وموافقة هديه في هذا العمل0
· الشرط الثالث: وهو أن يكون العامل مؤمنا0
الحمد لله أن الأجر على قراءة القرآن ليس متوقفا على الفهم، كما روي عن الإمام أحمد أنه سئل عن ذلك فقال: بفهم وبغير فهم، من قرأ حرفاً من كتاب الله فله حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، قال الإمام أحمد: بفهم وبغير فهم، وإن كان المقصود الأعظم من القراءة هو الفهم، لكن إذا قرأت وكان قلبك مشغولاً، وأجريت الألفاظ على لسانك بلا عوج ولا تغيير ولا تبديل، فأنت مأجور على القراءة إن شاء الله تعالى .
القراءة بتؤدة وطمأنينة وتدبر وفهم أفضل من القراءة بسرعة، فقد قيل لابن عباس - رضي الله عنهما – أيهما أفضل رجلان صليا ركعتين في وقت واحد، قرأ أحدهما بالبقرة وآل عمران، وقرأ الثاني بالبقرة وحدها، وكان ركوعهما وسجودهما سواء، فأيهما أعظم أجرا؟ قال الذي قرأ البقرة وحدها 0
الساعة الأولى فيها اختلاف بين العلماء، ولعل الراجح هو ما جرى عليه عمل المسلمين في ذلك اليوم، متى يذهب أوائل الناس السابقون متى يسبقون إلى المسجد يوم الجمعة، يعني ما شاهدنا أحد يذهب إلى يوم الجمعة الساعة السابعة صباحاً، ولا الثامنة صباحاً، لكن في العادة انظر إلى المسجد اذهب مبكراً، وانظر كم سبقك ثلاثة أربعة، إذاً تأتي في الجمعة القادمة قبل ذلك فتكون قد أتيت في الساعة الأولى بإذن الله - عزّ وجلّ – .
كيف يتم تثبيت العلم ؟ لابد لطالب العلم أن يتعاهد دروسه دائماً بالمراجعة، لا يدرس ثم يترك ويهمل، بل لابد لكل مادة درسها أن يتعاهدها بين الحين والحين، ومما يعين على التثبيت تزاور طلاب العلم ومذاكرتهم بعضهم مع بعض، فقد قال بعض السلف: تزاوروا وتذاكروا العلم، فإنكم إن لم تفعلوا يدرس، فلابد لطالب العلم أن يتعاهد علمه دائما بالمراجعة؛ ليحيه بتلك المراجعة إن شاء الله .
إيمان أهل الجنة ببقاء النعيم ودوامه، وعدم موتهم الذي يحرمهم من النعيم، هو الذي يجعلهم يجدون اللذة والمتعة في نعيم الجنة
﴿ فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آَثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا ﴾ فلعلك يا نبينا باخع نفسك: أي قاتل نفسك، ومهلكها على آثارهم؛ بسبب أنهم لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفاً عليهم ﴿ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ﴾[فاطر: 8] . لا تحزن عليهم إن عليك إلا البلاغ، وقد بلغت فلا يحزنك كفرهم، ولا يحزنك إعراضهم قد حملت رسالة، وقمت ببلاغها أو بتبليغها على أكمل وجه، فمن اتبعك فقد أنجى نفسه، ومن كذبك وعصاك فقد أوبق نفسه، فلا يحزنك كفرهم يا نبينا0
أفضل طريقة لحفظ القران الكريم:ننصح من أراد حفظ كتاب الله - عزّ وجلّ – بالإخلاص لله - عزّ وجلّ – في نيته أولاً وأن يقبل على هذا القرآن للحفظ طمعاً في رفعة الدرجة في الآخرة، كما جاء في الحديث ( يقال لقارئ القرآن يوم القيامة: اقرأ وارقَ ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرأه) يخلص النية لله - سبحانه وتعالى – ثم يقوي العزم، ويشحذ الهمم، ويقرر لنفسه ورداً من القرآن كل يوم يحفظه، يكون هذا الورد بمنزلة وجبة الطعام التي لا يستغني عنها الإنسان، بحيث أنه لو دخل فراشه ليلا ولم يحفظ ورده، يترك الفراش وينزل يتوضأ ويحفظ ورده، فبهذا الإلزام يستمر، ومشكلتنا هي في عدم الاستمرار، فلو وجد الاستمرار بلغ النهاية بإذن الله وإن طالت المدة . وننصح من أراد الحفظ بالحفظ من حزب المفصل، من "ق" إلى "الناس"، هذه الأربعة أجزاء حفظها سهل وميسور، ثم بعدها يأتي من "يس" إلى "ق" ثم من "الكهف" إلى "يس" ثم النصف الأعلى بإذن الله - عزّ وجلّ – لأن النصف الأول من القرآن الكريم السبع الطوال فيه، كلها سور مدنية، ومليئة بالأحكام الشرعية، وهي لا تقرأ كثيراً ولا تسمع كثيرا؛ فيصعب حفظها، والعزيمة ليست بتلك العزيمة التى تقوي الإنسان على المضي قدماً فيفتر فيترك الحفظ ويتوقف، لكنه إذا بدأ -إن شاء الله- بحزب المفصل، ثم ارتقى هذا الترتيب الذي رتبته بإذن الله يوفق ويستمر.
| |
| |
|