شرح كتاب كفاية الأخيار فى حل غاية الاختصار (للإمام الشافعي)

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي خلق الموجودات من ظلمة العدم بنور الإيجاد وجعلها دليلاً على وحدانيته لذوي البصائر إلي يوم المعاد ، وشرع شرعاً اختاره لنفسه وأنزل به كتابه وأرسل به سيد العباد ، فأوضح لنا محجته وقال هذه سبيل الرشاد صلي الله عليه وسلم وعلى اله وأتباعه صلاه زكية بلا نفاد .

أما بعد اخواتى الحبيبات فقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ( من يرد الله به خيرا يفقه فى الدين )
رواه الشيخان

وقال أيضا صلوات ربى وسلامه عليه ( ما عبد الله سبحانه بشئ أفضل من فقه فى الدين ) رواه الترمذي فى جامعه

فمن هنا حبيباتي نبدتي سويا بفضل الله وكرمه علينا

شرح كتاب كفاية الأخيار فى حل غاية الاختصار

للأمام ( تقي الدين أبى بكر بن محمد الحسيني الحصنى الدمشقي الشافعي )

وأول ما نبتدئ به إن شاء الله تعالى

كتاب الطهارة___________

الطهارة فى اللغة : النظافة والنزاهة ، تقول طهرت الثوب : أي نظفته

وفى الشرع : هى عبارة عن رفع الحدث أو إزالة النجس

او ما فى معناهما ، أو على صورتها كالغسلة الثانية والثالثة فى الوضوء هذه طهارة ولكنها طهارة مسنونة بمعنى أنه يجوز للمرء أن يغسل وجه مره واحده ويديه مره واحده فكانت المرة الثانية والثالثة مسنونة ليست واجبة ولكنها على صورة الطهارة لا ترفع الحدث لان الحدث زال بالغسلة الأولى ، وتجديد الوضوء لا يزيل الحدث لأنه ليس محدثا لأنه أصلا متوضئ ولكنه يجدد الوضوء ولكنها سميت طهارة لأنها فى صورة رفع الحدث إذا ما كان فى صورة رفع الحدث سمي طهارة ، والتيمم وغير ذلك مما لا يرفع حدثا ، ولا يزيل نجسا ولكن فى معناها ، التيمم فى المذهب لا يرفع حدثا ولا يزيل نجسا لأنه إذا وجد الماء لذمة الوضوء فالإنسان إذا وضع التراب على يديه ووجه هل رفع الحدث لا ولكنه فى معنا رفع الحدث إلى إن يجد الماء لذلك سميناها طهارة لأنه فى معنى رفع الحدث .

( المياه التى يجوز التطهير بها سبع مياه . ماء السماء ، ماء البحر ، وماء النهر ، وماء البئر ، وماء العين ، وماء الثلج ، وماء البرد )

الدليل أو الأصل فى ( ماء السماء ) من قول الله تعالى

{ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ}

وفى ماء البحر : قوله صلى الله عليه وسلم لما سئل عن ماء البحر فقال ( هو الطهور ماؤه والحل ميتته ) صحيح ابن حبان والترمذي والبخاري

وفى ماء البئر : حديث سهل رضى الله تعالى عنه ( قالوا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم إنك تتوضأ من بئر بضاعة وفيها ما ينجس الناس والحائض والجنب ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الماء طهور لا ينجسه شئ ) حسنة الترمذي وصححه الأمام احمد
وماء العين والنهر : فى معناه

أما ماء الثلج – وماء البرد : فلأصل فيهما حديث أبى هريرة رضي الله عنه واسمه عبد الرحمن ابن صخر قال ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كبر في الصلاة سكت هنية قبل أن يقرأ فقلت . يا رسول الله ما تقول ؟ قال أقول اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب ، اللهم نقني من خطاياي كما ينقي الثوب الأبيض من الدنس اللهم اغسلني من خطاياي بماء الثلج والبرد ) رواه البخاري ومسلم

وهذا دليل على جواز التطهر بماء الثلج والبرد

جزاك الله خيرا اختى الحبيبة

جزاكِ الله خيرا يا حبيبة
ونفع الله بكِ